سامية عياد تكتب :
لمع نجمه فى سماء
الخط العربى وذاع صيته بين الدول العربية ودول العالم ، لقب ب"شيخ
الخطاطين" فقد حفر لقبه بتعب وجهد استمر سنوات وسنوات من عمره ، إنه مسعد خضير
وشهرته "خضير البورسعيدى" عاشق الحروف ، والكلمات
عزف بالحروف أجمل
الكلمات و اشتهر برسوماته المتقنة ولوحاته الفنية مستخدماً الخط
العربي ، فاستطاع بها أن يخط اسمه بحروفٍ من ذهب ضمن قائمة أبرز
الخطاطين في الوطن العربي ...
ولد مسعد خضير
البورسعيدى فى مدينة بورسعيد وقد نشأ محبا للفن منذ نعومة أظفاره ، كان يلازم شقيقه
الأكبر محمد فى ذهابه وإيابه ويراقبه وهو يكتب اللوحات ، ويعدها للكتابة ، ويبدع
فى رسم الحروف وتكبيرها ، حتى تشبعت نفسه بعشق هذا الفن ، من رسم وكتابة بكافة
أنواع الخط وبكافة أنواع الكتابة ،
لقب بالطفل الخطاط وحينما التحق بالمدرسة الابتدائية جذبته الصبورة السوداء
فكتب عليها بالطباشير بخط جميل "الملك فاروق ملك مصر والسودان" فأبهر
أساتذته بخط الثلث فى سنه الصغير وطلب منه مدير المدرسة أن يعلم زملاءه ،
أقرأ أيضا.. ياسمين صبرى تتعاقد على بطولة مسلسل الشادر مع أشرف عبد الباقى
أما أول لوحة كتبها فكان فى الصف
الثانى الابتدائى حيث طلب منه زميلًا له أن يكتب لافتة محل والده وكانت "محمد
عبد العال المصرى وأولاده" ومع إصرار الطفل وبراعة الخطاط الصغير استسلم
الرجل ونالت اللافته إعجاب الجموع داخل السوق الحميدى ببورسعيد.
شيخ الخطاطين "خضير البورسعيدى" ..عاشق الحروف والكلمات
فى عام 1956 بدأ
العدوان الثلاثى على مصر ومع التهجير من بورسعيد هاجرت اسرته الى مدينة طنطا ،
وهاجر أخوه محمد الى منطقة اخرى ، ووجد الفنان نفسه فى هذه المرة وحيدا بعيدا عن
معلمه واستاذه ، فافتتح محلا فى طنطا ، وتعرف على الخطاطين الموجودين بها فى ذلك
الوقت ، ومارس هوايته بالكتابة على لافتات المحلات وعلى الجدران ، أبهر
"خضير" أهالى طنطا بتوثيق معارك الفدائيين ببورسعيد على جدران المنشآت ،
فكانت "سيدة ممسكة بيد الهون، رجل ممسك بعصاته، وشباب بالسلاح" فتهافت
عليه أصحاب المحلات لكتابة لافتات محلاتهم وحينها كان هناك شرط وحيد هو أن يكون
اسم المحل مصحوب بكلمة بورسعيد "بقالة بورسعيد، مكوجى بورسعيد" وإلا
سيدفع صاحب المحل ثمن كتابة اللافته وهو 10 قروش....
وبعد انتهاء العدوان الثلاثى على بورسعيد ، عاد المهاجرون الى بلادهم ،
وعادت اسرة خضير الى مكانها فافتتح شقيقه الاكبر الفنان محمد خضير محلا فى بورسعيد
وفى عام 1958 دخل شقيقه الجيش فقام مسعد خضير بالعمل فى المحل وحده ، وظل يمارس
نشاطه ودراسته للخط العربى حتى عام 1963 ، حيث استدعى للخدمة العسكرية فأداها حتى
عام 1966..
وفى نفس العام
افتتح الأستاذ مصطفى سعد مدرسة الخطوط بطنطا ، وتعرف عليه الفنان وارتبط بعلاقة
قوية معه ، فى عام 1969 عمل مسعد خضير مدرسا بالمدرسة قبل أن يتقدم للالتحاق بها للحصول على دبلوم تحسين
الخطوط ،
عندما دخل الفنان
فى منطقة الجمالية وافتتح مكتبا للخط بها كان الخطاط عبد العال بمنطقة الموسكى
والذى ملاء شوارع القاهرة بلافتات المحلات على ارفع مستوى من الكتابة الخطية وكان
قريبا منه الخطاط على محمد الذى كان من ابرع الخطاطين فى كتابة اللافتات بالبوابات
المختلفة مما جعل جعل بعض الزملاء الخطاطين يقولون لمسعد خضير لقد دخلت فى منطقة
الوحوش ورغم ذلك فرض نفسه على الساحة وكان كثير من خطاطى الجرائد والخطاطين
المشهورين فى الستينيات امثال الاساتذة السيد دياب وعبد المنعم الشريف ومحمد حمام
يعتقدون أنه رجل كبير فى السن وعندما رأوه لاول مرة فوجئوا بأنه شاب فتعجبوا من
براعته الفنية من صغر سنه
وقد كرم الفنان خضير
البورسعيدى أكثر من مرة ، فقد رشح لنيل جائزة الدولة التشجيعية فى مصر لعام 1984 ،
ايضا كرم فى عيد الخطاطين الأول الذى أقيم بأسيوط عام 1996 ، كما منح جائزة الكوفة
التقديرية فى الخط العربى فى بغداد سنة 1995 ، ومنح الوسام الذهبى لمهرجان كاظمة
العالمى بالكويت ، حصل على أكثر من خمسين شهادة تقدير ، وكرم فى مهرجان الموسيقى
العربية السادس الذى أقامته دار الأوبرا المصرية عام 1997 ، والعديد من مهرجانات
الخط العربى كما منح جائزة الصين فى الفن الإسلامى عام 1996
تولى شيخ الخطاطين العديد من المناصب منها رئيس شعبة الخطوط باتحاد
الفنانين العرب، عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيلين منذ نشأتها، عضو النقابة
العامة للصحافة والطباعة والأعلام، مدير إدارة الخط العربي بالتليفزيون المصري،
عضو مجلس إدارة الخط العربي بوزارة التربية والتعليم واشترك في إعداد وتطوير
المناهج لمدارس الخطوط.
اقام البورسعيدى اكثر من سبعين معرضا فى مصر منذ عام 1972 من أشهرها معرضه
الرمضانى بقاعة بيكاسو بالاضافة الى الاشتراك فى الكثير من المعارض الدولية فى
العديد من دول العالم ، كما اقتنت الكثير من المتاحف الفنية والمؤسسات والشخصيات
الدولية لوحاته، ومنها : متحف لاهوربباكستان، وكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد،
ودار الأوبرا المصرية ، ومتحف الشارقة ، ووزارة الأوقاف الكويتية ، والأكاديمية
المصرية للفنون بروما، وسلطان بروناى، ورئيس دولة المالديف وغيرهم .
وللفنان خضير البورسعيدى معرضه الدائم بالحسين الذى ضم جميع لوحاته فى الخط العربى والتى بلغ عددها حوالى 15 ألف لوحة ، وقد وضع لافته كبيرة عند مدخل المعرض "متحف خضير البورسعيدى" وأصبح واحد من أكبر متاحف الخط العربى ، وهو يستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم ، وجميع لوحاته للعرض فقط وليست للبيع أيا كانت الأغراءات المادية.