الجارديان البريطانية .. حرية الصحافة في خطر بعد مقتل شيرين أبو عاقلة
 

الجارديان البريطانية .. حرية الصحافة في خطر بعد مقتل شيرين أبو عاقلة

 نهى   تاريخ النشر2022-05-14 09:40:10.325772 11286589
الجارديان البريطانية .. حرية الصحافة في خطر بعد مقتل شيرين أبو عاقلة

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة يوم الأربعاء الماضي أثناء تغطيتها لعملية مداهمة إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية يعتبر مؤشراً أن حرية الصحافة باتت في خطر.

وأشارت الصحيفة - في مقالة افتتاحية اليوم /السبت/ - إلى أن مقتل أبو عاقلة والتي تُعد واحدة من أبرز الصحفيين العرب لا يمثل صدمة مؤلمة لأصدقائها ومحبيها فقط، ولكن أيضاً يعتبر مؤشراً أن الصحافة في "الأرض المقدسة" تتعرض لهجوم صريح.

وتوضح الصحيفة أن أبو عاقلة مراسلة قناة "الجزيرة" كانت ضمن عدد من الصحفيين الذين يقومون بتغطية غارة إسرائيلية في مدينة جنين، حين قام الجنود الإسرائيليون، طبقاً لرواية شهود عيان من زملائها، بإطلاق النار على رأسها لتلقى مصرعها على الرغم من أنها كانت ترتدي سترة الصحافة.. مشيرة إلى أن قناة الجزيرة اتهمت الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على أبو عاقلة واغتيالها بدم بارد.

وتضيف "الجارديان" أن رد الفعل الإسرائيلي جاء كالمعتاد في مثل هذه الحالات، حيث أدعت أن القاتل كان من الجانب الفلسطيني إلا أن إسرائيل عادت لتعلن أنه من المحتمل أن تكون القوات الإسرائيلية قد أطلقت النار بالخطأ على الصحفية الفلسطينية.

وتشير الصحيفة إلى أن المسألة قد لا تكون معروضة على محكمة قضائية، ولكن على محكمة الرأي العام.. مضيفة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يطالبان بإجراء تحقيق في مقتل أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأمريكية.

وتؤكد الصحيفة أن قاتل أبو عاقلة يجب أن يخضع للمحاسبة القضائية، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت على الأقل 47 صحفياً منذ عام 2000 وحتى الآن، موضحة أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لمضايقات من جانب السلطات الإسرائيلية تمنعهم من ممارسة مهنتهم بحرية، فضلا عن تعرضهم للإيذاء البدني وإفلات الجاني من العقاب.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عن نيته التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المتسبب في مقتل أبو عاقلة، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية لم توجه الاتهام لأي شخص داخل إسرائيل.

وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد قدم مذكرة للمحكمة يشير فيها إلى أن استهداف إسرائيل للصحفيين والإعلاميين يرقى إلى جريمة حرب.

وكانت إسرائيل قد استهدفت في مايو الماضي مبنى إعلامي في مدينة غزة والذي كان يضم مكاتب شبكات إعلامية فلسطينية ومكتب وكالة (أسوشيتيد برس) بحجة أن المبنى يستخدم من جانب حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

وتستطرد الصحيفة قائلة أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مازال مشتعلا، ومن المحتمل أن تزداد حدته، فمنذ تولى الحكومة الإسرائيلية الحكم في يونيو الماضي قامت القوات الإسرائيلية باغتيال 76 فلسطينياً، من بينهم 13 طفلاً في الأراضي المحتلة.

وتوضح الصحيفة أنه مما يدعو للقلق أن تتجاهل السلطات الإسرائيلية القانون الدولي وتقوم بعمليات طرد جماعية للفلسطينيين، فضلا عن هدم قراهم لحساب التوسع في بناء مستوطنات غير شرعية.

واختتمت الصحيفة مقالها الافتتاحي بالتأكيد على حق الصحفيين في تغطية المظاهرات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وتوثيق ممارسات الجيش الإسرائيلي دون أن تتعرض حياتهم للخطر.

جثمان الشهيدة "أبو عاقلة" يوارى الثرى بالقدس المُحتلة

في مراسم جنائزية مهيبة، شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، على أقل تقدير، في تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة يوم الجمعة ، بدءًا من المستشفى "الفرنساوي" بالقدس المحتلة، مرورًا ببطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في باب الخليل، وانتهاء بالمقبرة البروتستانتية المجاورة للبلدة القديمة.

وجاءت المشاركة الشعبية الحاشدة رغم محاولات الاحتلال إفشال المراسم الجنائزية.  وارتقت أبو عاقلة، بعد نحو 30 عامًا من العمل الصحفي الميداني، خلال اقتحام قوات الاحتلال لمُخيم "جنين" في شمال الضفة الغربية يوم الأربعاء الماضي، في جريمة أثارت إدانات وردود فعل عربية ودولية غاضبة.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، اعتدى جنود الاحتلال بعنف شديد على المشاركين في تشييع الجثمان لحظة خروجه من المستشفى "الفرنساوي"، وضربوا من كانوا يحملون الجثمان بالهراوات على ظهورهم وعلى رؤوسهم ما أدى إلى إفلات الجثمان منهم قبل أن يعاودوا التقاطه رغم الضربات الموجعة وغير الرحيمة من جنود الاحتلال. وأظهرت لقطات "بث مباشر" تداولتها كل وسائل الإعلام الدولية ما حدث لحظة خروج الجثمان من المستشفى.

ونزع جنود الاحتلال الاسرائيلي، علم "فلسطين" عن جثمان الصحفية الشهيدة، أثناء محاولة إخراجه من المُستشفى ومنع المشيعين من السير وراء السيارة التي تحمل النعش إلى الكنسية حيث أقيمت الصلاة على روحها الطاهرة، ولم يفلح هذا الجهد من قبل الاحتلال في إفشال الجنازة، إذ كان في انتظارها عند باب الخليل، عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين توافدوا من كل المدن العربية داخل الخط الأخضر ومن القدس من أجل المشاركة في الجنازة المهيبة.